ليس من حقّك أن تحزني!
ليس من حقّك أن تحزني!
رماديّةٌ أنتِ، تُخفين كلّ هذا الانكسار خلف ضبابكِ، وها هو تشرين يرحل.
من يدري متى تُشرق الشّمس كي يتلاشى كلّ هذا الغيم الكئيب؟!
ولا أعلمُ متى بالضبط وجدتُ عليّ أن " أحبّك" أحبّكِ بعمق كلّ هذا الخذلان الّذي يحتويكِ.
أعلم جيّدًا أنّك تعانين كلّ هذا البرد، وأنّني وددتُ لو أخلع عنّي جلدي لأغطّيكِ بكلّ ما فيّ من مِعطف، لكي لا تتحسّسي تفاصيلي النّاقصة، بالرّغم من أنّ كمالي يصدح بأحبّك، بحجم العجز الّذي أنا فيه.
وأخاف أن تُمطر الدّنيا وأنتِ لست معي، أخاف أن يؤلمني وقوفك عند الباب تنتظرين عودتي لأجل عناق، فلذا عليَّ أن أعود، لكي تدبّ الرّوح في مسافةٍ كتلك الّتي بين كتفين، فنُخلق نحنُ.
أن أعود إليكِ؛ لئلا يخيفكِ هذا اللّيل، لئلا تسقط نجمةٌ من عينيك فيحترقُ قلبي، لئلّا يحزنك هذا الغياب القاتل، ولأجل الأشياء الجميلة الّتي كانت بيننا يومًا، ذلك يعني أنّي انشطرتُ إلى نصفينِ كليهما يُحبك، ذلك يعني أنّني أخافُ عليكِ من أن تُلقي بك الحياة نحو غياهب الغصّة، أخاف عليك من نوفمبر متقلّبٍ يجعلكِ كتلةً هشةً تداعبك سموم الريح، فيزرعُ أجزاءكِ في أرضٍ من العدم؛ فأنبتُ أنا.
#إبراهيم_الهلالي
فلسطين/الخليل


تعليقات
إرسال تعليق